وكالة الحوض للأنباء – الرياض، الأربعاء 29 أكتوبر 2025 / –
في حواره مع صحيفة الشرق الأوسط، ركّز الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني على اعتبار الفساد أكبر من كونه مجرد خلل إداري، فهو بالنسبة له تهديد استراتيجي وجودي للدولة الحديثة، ومكافحته التزام وطني وأخلاقي لا رجعة فيه. ولهذا صارت محاربته على رأس أولويات برنامجه، إذ أنشأت الحكومة سلطة مستقلة لهذا الغرض، وعززت أدوات الرقابة والتفتيش، ورفعت مستوى المساءلة، وكرّست سياسة الشفافية بنشر التقارير الرقابية علناً.
أما عن العلاقات الخارجية، فقد أبرز الغزواني رسوخ الشراكة بين نواكشوط والرياض، والتي وصفها بروابط الأخوة والصداقة المتجذرة، بما يجسد وحدة الرؤى بشأن قضايا المنطقة وتعزيز المشاريع الاقتصادية المشتركة في مجالات الصناعة والطاقة والرقمنة. وكان الرئيس قد شارك في منتدى مستقبل الاستثمار في الرياض، معتبراً إياه منصة دولية كبرى للحوار وفرصة لتعزيز التعاون وعرض الفرص الاستثمارية الواعدة في موريتانيا للعالم.
وفيما يخص القضية الفلسطينية وخطة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام في غزة، ثمن الغزواني هذه المبادرة باعتبارها تطوراً إيجابياً يرمي إلى وقف القتال، لكنه أصرّ على أن نجاح الخطة مرهون بالالتزام الحاسم بكل بنودها وبتحقيق إرادة صادقة تضع البعد الإنساني في المقدمة، وكرر أنه لا بديل عن حل الدولتين لضمان الاستقرار والأمن في المنطقة.
وردّ الغزواني على الاتهامات المتداولة حول ترحيل المهاجرين الأفارقة من بلاده، مؤكداً أن الأمر لا يعدو كونه إجراءات قانونية منظمة، شملت من لا يستوفون شروط الإقامة، في إطار احترام إنساني وتنسيق كامل مع حكوماتهم الأصلية، وفي ظروف تحفظ حقوقهم وكرامتهم. كما أشار إلى أن موريتانيا تحتضن مئات آلاف اللاجئين، وتوفر لهم ظروف الحياة الكريمة.
أما بخصوص ملف الشباب والهجرة، فرأى الرئيس أن هذه الظاهرة ليست مقتصرة على موريتانيا، بل هي تحدٍّ إقليمي ودولي ناجم عن ضغوط اقتصادية وأمنية. واستعرض جملة من الإصلاحات الهادفة لاستيعاب الشباب وتشجيعهم على العمل والإنتاج، كتطوير منظومة التعليم والتكوين، وإطلاق مشاريع اقتصادية في القطاعات الإنتاجية، وتعزيز القطاع الخاص، بالإضافة إلى دعم الفئات الهشة وتحسين القدرة الشرائية لهم.
في موضوع الساحل الأفريقي وليبيا، شدد الغزواني على أن استمرار الفوضى هناك مرتبط بعدم الاستقرار الإقليمي كله، وبيّن أن دعم موريتانيا الدائم لحل الأزمة الليبية يدفع باتجاه مصالحة شاملة يقودها الليبيون أنفسهم، بعيداً عن التدخلات الخارجية. وأكد أن أمن المنطقة لن يكون مستداماً إلا بتوحيد الجهود وتكثيف العمل الجماعي إقليمياً لمحاربة الإرهاب والفوضى.
أجمع تصريح الغزواني على رؤية شاملة تعتبر مكافحة الفساد ركناً ثابتاً في مشروعه الإصلاحي، فبدونها، لا يمكن بناء دولة قوية أو تحقيق أي نهضة تنموية حقيقية، ولا يمكن ضمان الأمن والاستقرار لموريتانيا الحديثة.
اقرأ المزيد على الرابط :https://www.elhodh.info/
