ضربة إيران للقاعدة الأمريكية في قطر… الشرارة التي أطفأت الحرب وليس “سخاء” ترامب أو نتنياهو - وكالة الحوض للأنباء
  • الرئيسية
  • آخر الأخبار
  • ضربة إيران للقاعدة الأمريكية في قطر… الشرارة التي أطفأت الحرب وليس “سخاء” ترامب أو نتنياهو

ضربة إيران للقاعدة الأمريكية في قطر… الشرارة التي أطفأت الحرب وليس “سخاء” ترامب أو نتنياهو

في تطور غير مسبوق في المواجهة بين إيران وإسرائيل، اختارت طهران منذ البداية أن تحصر ردّها في نطاق جغرافي ضيق، مستهدفة الأراضي الإسرائيلية فقط، رغم معرفتها أن اليد التي تضربها تحمل ...
Image

في تطور غير مسبوق في المواجهة بين إيران وإسرائيل، اختارت طهران منذ البداية أن تحصر ردّها في نطاق جغرافي ضيق، مستهدفة الأراضي الإسرائيلية فقط، رغم معرفتها أن اليد التي تضربها تحمل سلاحًا أمريكيًا، وخلفها خبرات وتكنولوجيا قتالية تديرها واشنطن. لقد كانت سياسة “الرد المحسوب” تعكس في أولى مراحلها رغبة إيرانية في تحييد التصعيد وتفادي الدخول في مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة.

غير أن معادلة الحرب انقلبت رأسًا على عقب حين قامت القوات الأمريكية، في سابقة خطيرة، بقصف منشآت نووية إيرانية، محاولة شلّ قدرات إيران التقنية وردعها عن توسيع الهجوم على إسرائيل. هنا تغير كل شيء.

إيران تردّ… في عمق الوجود الأمريكي

جاء الرد الإيراني مدوّيًا، حين نفّذت طهران هجومًا صاروخيًا على القاعدة الأمريكية في قطر، إحدى أهم قواعد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط. هذه الضربة لم تكن مجرد انتقام تقني، بل إعلان صريح بأن إيران مستعدة لمواجهة أمريكا مباشرة في حال تمادت في عدوانها.

ولم يكن اختيار القاعدة القطرية عبثًا، فهي واحدة من ما لا يقل عن 15 قاعدة أمريكية رئيسية منتشرة في الشرق الأوسط، موزعة على النحو التالي:

               1. قطر: قاعدة العديد

               2. الإمارات: قاعدة الظفرة الجوية

               3. الكويت: قاعدة علي السالم الجوية

               4. السعودية: قاعدة الملك عبد العزيز

               5. البحرين: قاعدة الجفير (مقر الأسطول الخامس)

               6. العراق: قاعدة عين الأسد، قاعدة أربيل

               7. سوريا: قاعدة التنف، قاعدة الشدادي

               8. الأردن: قاعدة موفق السلطي

               9. عُمان: قواعد سرية في صلالة والمزيونة

               10. تركيا: قاعدة إنجرليك (دور محدود مؤخرًا)

هذه القواعد وغيرها من المنشآت اللوجستية الأمريكية المنتشرة، تجعل الوجود الأمريكي في المنطقة شبكة حساسة يمكن لإيران تهديدها كلها بضربة واحدة إذا ما انفجرت الحرب الشاملة.

الخليج يدفع الثمن قبل اندلاع الحرب الشاملة

في منطقة تعج بآبار الغاز والبترول، ومنشآت التسييل والنقل، ومضيق هرمز الذي يمر عبره نحو 30% من تجارة الطاقة العالمية، فإن أي انفجار محدود قد يشعل الخليج بأسره. هذا الفهم العميق للخطر هو ما دفع عدة دول خليجية، فور الضربة الإيرانية للقاعدة الأمريكية، إلى المسارعة بمناشدة جميع الأطراف لوقف فوري لإطلاق النار.

لم يكن ذلك من باب الوساطة أو الحياد، بل من خوف حقيقي على أمنها الداخلي واقتصادها. فالسماح منذ عقود لأمريكا ببناء قواعد عسكرية على أراضيها تحت مبرر “الدفاع” أصبح في هذه اللحظة كأنه عبء استراتيجي، لا حصانة.

أمريكا تتراجع… لا سخاء من ترامب ولا حكمة من نتنياهو

الخطاب الذي روّج له البعض بأن “الرئيس ترامب تدخّل لوقف الحرب بسخاء”، أو أن “نتنياهو أدرك الحاجة إلى التهدئة”، يتجاهل المعطى الأساسي: الضربة الإيرانية المباشرة للقوات الأمريكية وما رافقها من مؤشرات على توسيع محتمل للحرب.

لقد أظهرت إيران، دون مواربة، أنها:

               • لن تقبل باستهداف منشآتها النووية دون رد.

               •  قادرة على تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها واشنطن.

               •  تمتلك شجاعة استهداف العمق العسكري الأمريكي في الخليج.

               •  وتحظى بدعم ضمني (أو محتمل) من حلفاء مثل حزب الله، الحوثيين، وربما الصين وروسيا في حال تفجرت حرب أوسع.

دعم إقليمي جديد: باكستان وكوريا تدخلان على الخط

في تحول مقلق للمشهد، ظهرت مؤشرات على دخول قوى إقليمية أخرى إلى جانب إيران، فبحسب مصادر استخباراتية متعددة، فإن باكستان قدّمت دعمًا لوجستيًا ومعلوماتيًا محدودًا، بينما أبدت كوريا الشمالية استعدادًا لتزويد إيران بتكنولوجيا صاروخية متطورة، في إطار مواجهة مشتركة ضد الوجود الأمريكي في آسيا الغربية.

هذا الدعم ـ وإن لم يُعلن رسميًا ـ يعزز قناعة طهران بأنها ليست وحدها في هذه المعركة، ويجعل من أي تصعيد ضدها مخاطرة ذات أبعاد دولية.

دول الخليج… بين “الحماية” الأمريكية و”التهديد” الإيراني

لقد أظهرت الأزمة أن قواعد أمريكا في دول الخليج لم تعد رمز حماية، بل أهداف تهديد مباشرة. ومع انكشاف هشاشة أمن المنطقة أمام صواريخ إيران، بدأت التساؤلات تطرح داخل الخليج:

               • هل الدفاع عن حكومة متطرفة في إسرائيل يستحق هذا الثمن؟

               • هل من المقبول أن تدفع دول الخليج ثمن مغامرات نتنياهو؟

               • ألم يكن من الأجدر اتباع سياسة متوازنة تحفظ مصالح الجميع بدل الاصطفاف غير المشروط خلف واشنطن؟

الضربة الإيرانية للقاعدة الأمريكية لم تكن فقط عملًا عسكريًا، بل رسالة سياسية واستراتيجية مفادها: “نحن جاهزون للحرب إذا فرضتموها”. هذه الرسالة، وليس أي اعتبارات إنسانية أو مبادرات دبلوماسية، هي التي أرغمت أمريكا على وقف التصعيد.

إنها الحقيقة التي تحاول بعض الروايات تجاهلها: الحرب توقفت لأن الخليج كان على وشك الاشتعال، لا لأن ترامب ونتنياهو قررا فجأة أن يكونا حمامتين للسلام.

بقلم: المهندس الحاج سيدي إبراهيم سيدي يحي

المدير الناشر لوكالة الحوض للأنباء

📌 اقرأ المزيد على الرابط :https://www.elhodh.info/


شائع

اترك تعليقك