إخوتي الأعزاء،
أهنئكم بهذه المناسبة العظيمة، عيد الأضحى المبارك، وأسأل الله العلي القدير أن يعيده علينا جميعاً بالخير واليُمن والبركات، وعلى بلادنا بمزيد من الرفعة والتقدم.
ويحمل لنا هذا العيد في طيّاته هذا العام بشارة اقتصادية كبرى: فقد شهدنا ولأول مرة انطلاق شحنات الغاز الطبيعي من حقل “أحميم” المشترك بين بلادنا والسينغال إلى الأسواق العالمية — وهو حدث تاريخي يشكل منعطفاً اقتصادياً بالغ الأهمية في مسار التنمية الوطنية.
فالغاز ليس مجرد مصدر للطاقة أو سلعة للتصدير؛ بل هو الركيزة الأساسية لأي نهضة صناعية حديثة:
منه تُشغّل المصانع، ويُصهر الحديد، وتُولّد الكهرباء، وتُحلّى المياه، وتُنتج الأسمدة التي تغذي أرضنا، ويُصنع البلاستيك ومختلف المنتجات الكيماوية — مما يُمهّد لاقتصاد متنوع وأكثر قدرة على خلق فرص العمل وتحقيق القيمة المضافة.
وما يعزّز هذا الأمل هو أن حقل “بير الله” العملاق، الواقع في مياهنا الإقليمية، يُقدّر بأنه أربعة أضعاف حجم “أحميم”، وهو ثروة وطنية من شأنها أن تغيّر مستقبل الأجيال القادمة إذا أُحسن استغلالها.
هذا فضلاً عن المؤشرات المتزايدة لوجود الغاز والبترول في حوض تيرس الزمور، وحوض الصحراء، وحوض تاودني — مؤشرات ترسم لنا جميعاً معالم مرحلة جديدة زاخرة بالفرص.
إن مسؤوليتنا جميعاً، في هذه اللحظة التاريخية، هي أن نطالب بإطلاق رؤية واضحة وشجاعة لتحويل موريتانيا إلى دولة صناعية تُحسن توظيف هذه الثروات لصالح كل أبناء الشعب، وتؤسس لنموذج اقتصادي مستدام وعادل يطوي صفحات الفقر والتهميش.
وفي غمرة هذه البشرى الاقتصادية السارّة، وبين أجواء هذا العيد المبارك، لا يسعني إلا أن أتوجه إليكم جميعاً راجياً السماح عمّا بدر مني من زلّة أو تقصير، وأن أطلب منكم الدعاء الصالح — لي ولجميع إخواننا وأخواتنا، ولبلادنا التي تستحق منا كل وفاء وإخلاص.
أسأل الله أن يحفظكم ويحفظ وطننا الحبيب، وأن يكتب لنا ولكم مستقبلاً مشرقاً زاخراً بالعطاء.
بقلم المهندس الحاج سيدي ابراهيم سيدي يحي
📌 اقرأ المزيد على الرابط :https://www.elhodh.info/
