وكالة الحوض للأنباء -//-
ندد رئيس الجمهورية السنغالية، السيد باسيرو ديوماي فاي، بتصرفات قوات الأمن خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدينة روصو يوم الخميس 4 يوليو 2025، معبرًا عن رفضه القاطع لاستخدام العنف المفرط ضد المواطنين، وداعيًا في الوقت ذاته إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف لتحديد ملابسات ما جرى ومحاسبة المسؤولين.
وكانت مدينة روصو قد شهدت احتجاجات شعبية غاضبة إثر وفاة شاب يُزعم أنه تعرض لسوء معاملة أثناء توقيفه من طرف عناصر أمنية. وسرعان ما تحولت هذه الاحتجاجات إلى مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، التي لجأت إلى استخدام الغاز المسيل للدموع، فيما ردّ المحتجون برشق الحجارة، وفق ما أفاد به شهود عيان.
وفي بيان رسمي صدر عن رئاسة الجمهورية، شدد الرئيس فاي على أن لا أحد فوق القانون، مؤكدًا أن حماية المواطنين واحترام كرامتهم تظلان أولوية قصوى للدولة السنغالية وأضاف أن السلوكيات التي تتعارض مع مبادئ الجمهورية «لن تمر دون مساءلة»، في إشارة واضحة إلى رفض الإفلات من العقاب.
وتُعدّ هذه الأحداث بمثابة أول امتحان فعلي للحكومة الجديدة برئاسة الرئيس باسيرو ديوماي فاي، التي تواجه تحدي القطع مع إرث ثقيل من القمع المفرط للمظاهرات في عهد النظام السابق. فقد بالغت السلطات السابقة في استخدام القوة ضد المحتجين، وهو ما خلّف موجة استياء شعبي عارم واتهامات متكررة بانتهاك الحريات العامة. والمفارقة أن الرئيس فاي نفسه كان ضحية مباشرة لهذه الممارسات، إذ أُوقف سابقًا بسبب مواقفه السياسية المعارضة، ولم يُفرج عنه إلا بعد الانتخابات الرئاسية التي فاز بها، وهو ما يضفي بعدًا رمزيًا قويًا على موقفه الحالي الرافض لتكرار تلك الانتهاكات تحت أي مبرر.
ويُعد هذا الموقف الرئاسي علامة فارقة في العلاقة بين السلطة التنفيذية والمؤسسة الأمنية، إذ عبّر الرئيس بكل وضوح عن تمسكه بالقيم الدستورية وحقوق الإنسان، وسعيه إلى بناء علاقة متوازنة بين المواطن والدولة، قوامها الثقة، والمسؤولية، والشفافية.
وأثار موقف الرئيس ترحيبًا واسعًا في الأوساط الحقوقية والسياسية، حيث عبّر العديد من الفاعلين المدنيين عن دعمهم للدعوة إلى التحقيق، واعتبروها خطوة في الاتجاه الصحيح لترسيخ دولة القانون وتعزيز ثقافة المساءلة المؤسسية.
وتتابع الرئاسة تطورات الملف عن كثب، وسط تأكيدات بأن نتائج التحقيق ستُنشر للرأي العام فور اكتمالها، التزامًا بمبدأ الشفافية وتكريسًا لحق المواطنين في معرفة الحقيقة
📌 اقرأ المزيد على الرابط :https://www.elhodh.info/