بعد ما يقارب نصف قرن من التوترات والمواجهات السياسية والعسكرية، يبدو أن ملف الصحراء الغربية يشهد اليوم تحوّلًا هادئًا نحو الحلّ الدبلوماسي، بعد سنواتٍ من الجمود الذي أنهك شعوب المنطقة وأضاع فرصًا كبيرة للتكامل المغاربي.
ففي الأسابيع الأخيرة، صدرت تصريحات مشجّعة من المبعوث الأمريكي الخاص ستيف وودكوف، الذي أكد أن المغرب والجزائر يقتربان من تفاهمٍ مبدئي قد يتحقق خلال الشهرين القادمين، بوساطةٍ أمريكية تهدف إلى إرساء تسويةٍ نهائية تُنهي أحد أقدم النزاعات في القارة الإفريقية.
تبدو جبهة البوليساريو اليوم أكثر انفتاحًا على الحوار من أي وقتٍ مضى، أما الجزائر، التي كانت لسنواتٍ الحاضن الدبلوماسي والسياسي للجبهة، فقد أبدت استعدادًا مبدئيًا لقبول الوساطة الأمريكية والعودة إلى منطق التسوية بدل التصعيد، في خطوةٍ تعكس رغبةً في طيّ صفحة الخلافات التي عطّلت التعاون المغاربي وأرهقت اقتصاد المنطقة.
وفي المقابل، واصل المغرب تأكيد التزامه بخيار الحكم الذاتي الموسّع كحلٍّ يضمن كرامة الجميع ويحفظ الوحدة الترابية للمملكة
نحو حلّ واقعي ومتوازن
الملاحظ اليوم أنّ لغة الخطاب تغيّرت:
لم تعد لغة الحرب ولا الاتهامات المتبادلة، بل لغة البحث عن مخرجٍ مشرّف للجميع.
فالقناعة تتعزز يومًا بعد يوم بأنّ هذا النزاع لم يترك منتصرًا ولا مهزومًا، وأنّ الحلّ الواقعي هو الحلّ الذي يراعي مصالح شعوب المنطقة ويعيد بناء الثقة بين الجارين الكبيرين: المغرب والجزائر.
بعد عقودٍ من الشكوك والحروب الكلامية، يبدو أن صوت العقل بدأ يجد صداه في هذا الملف المعقّد.
فكل الأطراف باتت تُدرك أنّ الحلّ الدبلوماسي هو الطريق الوحيد الممكن، وأنّ الاستقرار الإقليمي لا يمكن أن يتحقق في ظلّ نزاعٍ مزمنٍ يستهلك الطاقات ويبدّد الثروات.
قد لا يكون السلام غدًا، لكنه بات اليوم أقرب من أي وقتٍ مضى.
وما كان يبدو مستحيلًا بالأمس، قد يتحوّل — بإرادةٍ سياسية صادقة وتفاهمٍ مغاربي شجاع — إلى واقعٍ جديد تُطوى فيه صفحة الصحراء على قاعدةٍ من الحكمة والتفاهم
اقرأ المزيد على الرابط : https://www.elhodh.info/


















