قسم الشؤون الدولية – وكالة الحوض للأنباء
في أعقاب المواجهة المباشرة غير المسبوقة بين إيران وإسرائيل وُقّف إطلاق النار بين الطرفين دون إعلان رسمي عن المنتصر. وبينما تبادر تل أبيب إلى الترويج لرواية “تحقيق الأهداف”، بدأت أصوات من داخل إسرائيل وخارجها تشير إلى أن نتائج هذه الحرب لم تكن في صالح الدولة العبرية.
أصوات داخلية ناقدة في إسرائيل
برزت في الصحافة العبرية والدراسات الأمنية أصوات تُعبّر عن قلق متزايد من فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها الأساسية. فقد أشار بعض المحللين إلى أن:
– الضربات لم توقف البرنامج النووي الإيراني، بل ستدفع به إلى المزيد من السرية والتسريع
–الرد الإيراني أظهر ضعف منظومة الردع الإسرائيلية، بل وكشف هشاشة بعض الأنظمة الدفاعية
–الصور الآتية من إيران أظهرت تماسكًا شعبيًا واستعدادًا للتضحية، في مقابل حالة هلع داخل إسرائيل تمثلت في إغلاق المدارس وتعليق الرحلات الجوية والأمراض النفسية.
خسائر ميدانية تُفند مزاعم النصر
رغم الصمت الرسمي، تشير المؤشرات الميدانية بوضوح إلى أن إسرائيل تكبدت خسائر فادحة خلال هذه الجولة، طالت منشآت حيوية كموانئ ومطارات، وأهدافًا استراتيجية في قطاع الطاقة والدفاع، إلى جانب عشرات الجرحى وآلاف المدنيين الذين اضطروا للنزوح إلى الملاجئ في ظروف بالغة الصعوبة. كما كشفت الضربات المتتالية عن هشاشة منظومات الدفاع الجوي التي واجهت استنزافًا حادًا، الأمر الذي دفع الحكومة الإسرائيلية إلى طلب تدخل أمريكي عاجل لاحتواء الموقف.
ومن البديهي أنه لو كانت إسرائيل في موقع المنتصر، لما قبلت بوقف الحرب في هذا التوقيت. فالمنتصر لا يسعى إلى التهدئة، بل يواصل الضغط لتحصيل مكاسب سياسية وميدانية. أما القبول السريع بالتهدئة، فهو اعتراف ضمني بأن تكلفة الاستمرار في المواجهة أصبحت تفوق القدرة على التحمل، سواء على المستوى العسكري أو المدني، وهو ما يُظهر أن إسرائيل دخلت دائرة الخسارة الاستراتيجية، مهما حاولت تصوير الوضع بشكل مغاير.
شهادة أمريكية: “دولتان لا تعرفان ما تفعلان“
وجاءت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتضيف بُعدًا جديدًا على طبيعة ما جرى، حيث قال في حديث صحفي:
“لست راضيًا عن إسرائيل ولا عن إيران، كلاهما خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وأسقطا قنابل لم أرَ لها مثيلًا من قبل. لدينا بلدان يتقاتلان منذ مدة طويلة لدرجة أنهما لا يعرفان ما الذي يفعلانه حقًا.”
وقد أضاف ترامب:
“قدرات إيران النووية انتهت، لكني حقًا لست مسرورًا بما تفعله إسرائيل اليوم، وعليها أن تلتزم الهدوء.”
هذه التصريحات تُظهر بوضوح أن الإدارة الأمريكية – رغم دعمها التقليدي لإسرائيل – باتت ترى أن الطرفين منهكان، وأن الوضع خرج عن السيطرة، وهو ما يُعزز التحليل القائل بأن إسرائيل لم تخرج من هذه الحرب قوية، بل مُثقلة بأعباء عسكرية ونفسية وسياسية.
: نصر بلا مكاسب
بينما يصرّ الطرفان على أنهما “ربحا” المواجهة، فإن قراءة متمعّنة للمشهد تُظهر أن إسرائيل دخلت حربًا لم تحصد منها سوى اضطراب داخلي، وتآكل في قدرتها الردعية، وارتفاع في أصوات الداخل التي تعتبر أن “الحسم العسكري” ضد إيران لم يعد ممكنًا دون ثمن باهظ. بذلك، يمكن القول إن إسرائيل – حتى وإن لم تُهزم عسكريًا – فقدت جزءًا كبيرًا من هيبتها في نظر خصومها، وحلفائها، وحتى مواطنيها.
📌 اقرأ المزيد على الرابط :https://www.elhodh.info/