تعرض طائرة ألمانية لهجوم صيني بالليزر في البحر الأحمر وسط تصاعد التوترات الدولية - وكالة الحوض للأنباء
  • الرئيسية
  • آخر الأخبار
  • تعرض طائرة ألمانية لهجوم صيني بالليزر في البحر الأحمر وسط تصاعد التوترات الدولية

تعرض طائرة ألمانية لهجوم صيني بالليزر في البحر الأحمر وسط تصاعد التوترات الدولية

أثار حادث استهداف طائرة مراقبة ألمانية من طرف سفينة صينية في البحر الأحمر، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية الأوروبية، وطرح تساؤلات حول طبيعة السلوك الصيني ودوافعه في ...
Image

أثار حادث استهداف طائرة مراقبة ألمانية من طرف سفينة صينية في البحر الأحمر، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية الأوروبية، وطرح تساؤلات حول طبيعة السلوك الصيني ودوافعه في منطقة تعتبرها القوى الغربية جزءًا من مجالها الاستراتيجي الحيوي.

الحادث الذي وقع مطلع هذا الشهر خلال مهمة للطائرة الألمانية ضمن عملية أوروبية لحماية الملاحة من التهديدات الحوثية، تمثل في توجيه أشعة ليزر قوية نحو الطائرة ما اضطرها إلى إنهاء مهمتها بشكل عاجل والعودة إلى قاعدة في جيبوتي.

وقد استدعت ألمانيا السفير الصيني وأدانت الحادث بشدة، معتبرة استخدام الليزر العسكري عملاً غير مقبول يعرض أرواح طواقمها للخطر ويقوض التعاون الأمني في المنطقة.

التحركات الصينية في البحر الأحمر لم تعد خجولة أو محصورة في الجانب الاقتصادي، بل أصبحت تحمل طابعًا أمنيًا وعسكريًا واضحًا، ما يثير قلقًا متزايدًا في العواصم الغربية.

وفي ظل هذا التصعيد غير المسبوق، يمكن رصد أبرز الأهداف والاحتمالات التي قد تكون وراء هذا السلوك الصيني:

أولًا: رسالة تحذير للغرب

من خلال هذا الاستهداف، توجه بكين رسالة واضحة إلى القوى الأوروبية مفادها أن الوجود العسكري الغربي في البحر الأحمر لم يعد موضع ترحيب، خاصةً في ظل توسع المبادرات الغربية لحماية الملاحة وتكثيف الحضور في محيط القاعدة الصينية في جيبوتي.

ثانيًا: محاولة رد على الضغط الأوروبي في ملفات أخرى

تواجه الصين ضغوطًا سياسية واقتصادية متزايدة من دول الاتحاد الأوروبي بشأن قضايا مثل بحر الصين الجنوبي، وحقوق الإنسان، وتايوان. وقد يكون هذا الحادث جزءًا من سياسة الرد غير المباشر، ضمن منطق تبادل الرسائل في مناطق النفوذ.

ثالثًا: استعراض للقدرات التكنولوجية دون تصعيد مباشر

استخدام سلاح ليزري بدلًا من إطلاق نار مباشر، يعكس رغبة بكين في إيصال رسالة قوة دون تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية. إنه تصرف محسوب بدقة: استفزاز محسوب لا يؤدي إلى حرب، لكنه لا يمر بصمت أيضًا.

رابعًا: اختبار للرد الأوروبي

ربما يكون هدف الصين هو اختبار حجم الرد السياسي والعسكري الذي يمكن أن تقوم به أوروبا إذا تعرضت مصالحها أو معداتها للتهديد في مناطق حساسة. فهل ستكتفي أوروبا بالاستنكار الدبلوماسي؟ أم ستبدأ بإعادة تموضع استراتيجي قد يشمل تحالفات بحرية جديدة؟

لكن يجب الانتباه إلى أمرين أساسيين:

١. الصين لم تعترف رسميًا بالحادث، وهو ما قد يدل على رغبتها في إبقاء مستوى التصعيد مضبوطًا، أو أنها تفضل التعتيم الإعلامي لتفادي التداعيات

.٢. ليس من المؤكد ما إذا كان الفعل تم بأمر مباشر من القيادة الصينية أو بقرار ميداني من قبطان السفينة، وهو ما قد يفتح مجالًا أمام بكين لنفي المسؤولية أو تقديم تبريرات فنية.


شائع

اترك تعليقك