أريزونا – وكالة الحوض للأنباء
أُقيمت دعوى قضائية في ولاية أريزونا الأمريكية بعد انتشار مقطع فيديو يُظهر عناصر أمن ينزعون حجاب أربع نساء مسلمات بالقوة أثناء اعتقالهن خلال اعتصام طلابي مؤيّد لفلسطين في حرم جامعة ولاية أريزونا في أبريل/نيسان 2024. وقد أثار الفيديو موجة استنكار حقوقية واسعة، فيما تؤكّد الدعوى أنّ ما جرى يمثّل انتهاكًا مباشرًا للحرية الدينية المكفولة بموجب التعديل الأول للدستور الأمريكي.
وبحسب تفاصيل القضية، نفّذت قوات مشتركة من شرطة الجامعة ومكتب قائد مقاطعة ماريكوبا وشرطة الولاية حملة اعتقالات طالت 69 شخصًا داخل الحرم الجامعي، من بينهم أربع نساء مسلمات أُجبرن على نزع الحجاب أثناء القبض عليهن، وبقين مكشوفات الشعر طوال فترة النقل والاحتجاز وحتى الإفراج في اليوم التالي. وتصف الدعوى ما حدث بأنه “إذلال علني” يُماثل إجبار امرأة على خلع ثيابها أمام العامة.
وتشير الشكوى إلى أنّ سياسات الأجهزة الشرطية المحلية تنصّ بوضوح على ضرورة تقديم “تسهيلات معقولة” لملابس الشعائر الدينية، وأن أي إزالة للحجاب لا تكون إلا لضرورة أمنية واضحة ولوقت وجيز. وتؤكّد المُدَّعيات—فاطمة جباردي، نور عودة، نورة عبد الله، سلمى جبعيه—تعرّضهن لصدمات نفسية وإذلال عام جرّاء الواقعة.
وقال محامي النساء الأربع إن الحادثة تُجسّد “إذلالًا علنيًا” وانتهاكًا صارخًا للحقوق الدستورية، مطالبًا بتعويضات مالية واعتراف قضائي بوقوع انتهاك للحرية الدينية، إضافةً إلى مراجعة السياسات الأمنية لضمان احترام حقوق الأقليات الدينية. من جانبها، دعت “مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية – أريزونا” إلى محاسبة المسؤولين عن الحادثة وتحديث الإجراءات بما يكفل صون كرامة الموقوفين وحرياتهم الدينية.
وتعدّ القضية اختبارًا جديدًا للتوازن بين متطلبات الأمن والنظام من جهة، وحماية الحريات الفردية والدينية من جهة أخرى، في سياق احتجاجات جامعية متصاعدة شهدتها الولايات المتحدة خلال العام الماضي تضامنًا مع الفلسطينيين. وتنتظر المُدَّعيات عبر هذه الدعوى إرساء سابقة قضائية تُؤكّد أولوية الحقوق الدستورية عند تنفيذ إجراءات التوقيف والاحتجاز.
اقرأ المزيد على الرابط :https://www.elhodh.info/