يستعد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، غدًا، لزيارة مدينة نواذيبو للإشراف على إطلاق مشروع استراتيجي جديد في قطاع الرقمنة، يتمثل في ربط موريتانيا بكابل الإنترنت البحري، ليكون بذلك المصدر الثاني للإنترنت الدولي العامل منذ عام 2015
المشروع، الذي تنفذه وزارة التحول الرقمي وعصرنة الإدارة، يشمل إنشاء محطة إنزال بحرية في نواذيبو، ومن المتوقع أن يدخل حيز التشغيل في عام 2028. ويهدف إلى تعزيز قدرة الإنترنت الوطنية، تأمين استمرارية الخدمة في حال انقطاع أحد الكوابل، ودعم ما تصفه الحكومة بـ”السيادة الرقمية” لموريتانيا على شبكات الاتصال العالمية.
بين مشاريع المستقبل وهموم الحاضر
غير أن هذه الزيارة التي تحمل في ظاهرها طابعًا استثماريًا وتقنيًا عالي المستوى، جاءت في ظل ظروف محلية يطغى عليها التذمر الشعبي من واقع تنموي هش، وفق ما عبّرت عنه النائب البرلماني عن المدينة، السيدة أعزيزة جدو.
في بيانها، انتقدت النائب بشدة ما سمّته بـ”الحلول الترقيعية” التي تباشرها السلطات المحلية استعدادًا للزيارة، والمتمثلة في ترقيع سريع لبعض الطرقات وتنظيف الشوارع بشكل سطحي، معتبرة أن الهدف من هذه العمليات هو “تجميل مؤقت للواجهة” لا يعكس حقيقة الأوضاع في المدينة، بل يسعى فقط لإظهار صورة وردية أمام الرئيس.
وأكدت بنت جدو أن التنمية لا تُبنى على الإجراءات الشكلية، بل على التخطيط الجاد والاستثمار في الحلول المستدامة التي تعالج جذور المشكلات، وتستجيب لحاجات المواطنين اليومية، وعلى رأسها البنية التحتية المتدهورة، ورداءة الخدمات الأساسية، وتراكم القمامة في الأحياء.
سؤال المشروع وسؤال الأولويات
في وقت يُنظر فيه إلى مشروع إلالنك بوصفه نقلة نوعية للبنية التحتية الرقمية في البلاد، يطرح مراقبون تساؤلات حول مدى انسجام هذه المشاريع الكبرى مع أولويات المواطن العادي في نواذيبو، الذي يئنّ تحت وطأة مشاكل أكثر بساطة، ولكنها أكثر إلحاحًا.
ويرى البعض أن تحقيق السيادة الرقمية ينبغي ألا ينفصل عن تحقيق سيادة خدمية ومعيشية على الأرض، في الصحة والنظافة والتعليم والنقل، حتى لا تتحول إنجازات الدولة في مجال الرقمنة إلى جزر معزولة فوق واقع مأزوم.
📌 اقرأ المزيد على الرابط :https://www.elhodh.info/