منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، يعيش سكان بلدية عين فربه في ولاية الحوض الغربي على أملٍ مؤجلٍ يحمل اسم “طريق الطينطان – عين فربه – أطويل”. هذا المشروع الذي تعهّدت الدولة بإنجازه منذ عام 2010 ظلّ حتى اليوم حبيس الوعود والتصريحات، دون أن يرى النور على أرض الواقع.
في عام 2022، أعاد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الأمل إلى الساكنة عندما أعلن أنّ الأشغال ستبدأ في منتصف العام نفسه، غير أن ذلك الإعلان لم يتحوّل إلى فعل، ولم تُرصد أي معدات أو فرق عمل في الميدان، ما عمّق من شعور السكان بالإحباط والخذلان.
الطريق المنتظر لا يمثّل مجرد ممرٍّ معبّدٍ بالإسفلت، بل هو شريان حياة اقتصادي واجتماعي لمنطقة تعاني من عزلة مزمنة، تعيق نقل المرضى والسلع، وتكبح أي نشاط تنموي محلي. فبينما تتوسّع شبكة الطرق في مناطق أخرى من البلاد، لا تزال عين فربه تقاوم وحيدةً على دروبٍ ترابيةٍ تُنهك المركبات وتستنزف الأهالي.
وفي هذا السياق، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الوزير الحسين ولد امدو خلال مؤتمره الأسبوعي الأخير، أن أشغال بناء الطريق ستبدأ مع مطلع العام الجديد 2026، مؤكداً أن الدراسات الفنية في مراحلها النهائية، وأن التمويل متاح.
لكن السؤال الذي يطرحه الشارع المحلي بمرارة هو:
هل ستكون هذه المرة مختلفة؟ أم أن الطريق ستظلّ حكاية أخرى من حكايات “الوعود المؤجلة”؟
فالمنطقة ما زالت تحمل جراح الإهمال الإداري، إذ تعطلت سيارة الإسعاف التابعة للبلدية منذ أكثر من أربع سنوات، دون إصلاح أو بديل، رغم المناشدات المتكررة. بل إنّ وزير الصحة نفسه صرّح في مؤتمر رسمي بأنه لا علم له بالأمر، في مشهدٍ يلخّص انقطاع الصلة بين معاناة المواطنين وصنّاع القرار في نواكشوط.
ورغم أن سكان عين فربه ظلوا على مدى السنوات الماضية من أكثر الداعمين للنظام، فإنّ غياب المشاريع الفعلية بات يثير لديهم شعوراً بأنّ التهميش أصبح سياسة غير معلنة، وأنّ التنمية تمرّ دائماً من جوارهم دون أن تدخل قراهم.
اليوم، وبعد هذا الإعلان الجديد، يقف أبناء عين فربه بين الأمل والحذر.
الأمل في أن تتحرّك الجرافات أخيراً لتشقّ أول مترٍ من طريقٍ انتظروه نصف عمر،
والحذر من أن يتحوّل الموعد الجديد إلى حلقة أخرى في مسلسل المواعيد الفائتة.
اقرأ المزيد على الرابط : https://www.elhodh.info/