نواكشوط – 13 سبتمبر/أيلول 2025 (وكالة الحوض للأنباء) – افتتاحية
تشهد الساحة الدبلوماسية العربية حراكاً تقوده القاهرة لإحياء فكرة تشكيل قوة عربية مشتركة على غرار حلف الناتو، تكون مهمتها التدخل لحماية أي دولة عربية تتعرض لاعتداء خارجي، وهو مشروع سبق طرحه قبل نحو تسع سنوات وتعود مصر اليوم لطرحه بقوة، عشية القمة العربية الإسلامية المقررة في الدوحة.
مشروع قديم في ثوب جديد
تسعى القاهرة، بحسب مصادر دبلوماسية، إلى صياغة آلية عمل دقيقة لهذه القوة تراعي التوازنات الإقليمية والسياسية، وتقترح أن تضم تشكيلات عسكرية نسبية من مختلف الدول العربية، مع قيادة مصرية أولى ومنصب ثانٍ لخليجي (خصوصاً السعودية)، على أن تشارك مصر بنحو 20 ألف جندي. وتأمل القاهرة أن يسهم المشروع في تحديث جيشها وتعزيز جاهزيته القتالية ضمن إطار عربي موحّد.
لكن المشروع لا يزال يواجه عقبات جدّية تتعلق بآلية اتخاذ القرار، وطبيعة التهديدات التي تستوجب تدخلها، والخلافات السياسية القائمة بين بعض الدول العربية (كالمغرب والجزائر)، إضافة إلى التحذيرات من أن تتحوّل هذه القوة إلى أداة صدام مباشر مع إسرائيل، ما قد يعرّضها للإفشال المبكر بفعل الضغوط الدولية.
تحذيرات إسرائيلية: “ضربة موجعة”
وفي هذا السياق، هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد المقترح المصري، معتبراً أنه “ضربة موجعة لاتفاقيات السلام”.
وقال لابيد في تغريدة على منصة «إكس» إن “التقرير المتعلق بمقترح مصر إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة الهجمات الإسرائيلية يُمثل ضربةً موجعة لاتفاقيات السلام، والتي جاءت مباشرةً بعد الضربة الموجعة لاتفاقيات إبراهيم، والتي جاءت مباشرةً بعد تصويت الأغلبية الساحقة من الدول الحليفة لإسرائيل لصالح إقامة دولة فلسطينية”.
وأضاف أن حكومة تل أبيب الحالية أضعفت مكانة إسرائيل الدولية، وخلقت “مزيجاً قاتلاً من اللامسؤولية والهواة والغطرسة”، في وقت أظهرت استطلاعات غربية تراجع صورة إسرائيل في الرأي العام الغربي؛ إذ أظهر استطلاع لـ«رويترز» و«إبسوس» أن 59٪ من الأميركيين يرون أن الرد العسكري الإسرائيلي على غزة كان مبالغاً فيه، و65٪ يطالبون واشنطن بمساعدة سكان غزة، بينما لم يؤيد ذلك سوى 28٪ فقط.
بين الحاجة والمخاوف
رغم المخاوف والتحذيرات، يرى داعمو المشروع أنه قد يشكل منعطفاً تاريخياً في بناء منظومة الأمن العربي، ويتيح للعرب امتلاك أداة ردع جماعية تحمي دولهم من أي تهديد خارجي، شرط أن يُبنى على رؤية استراتيجية مشتركة وإرادة سياسية جماعية قادرة على تجاوز الخلافات العربية الداخلية أولاً.
ويبقى السؤال الكبير مطروحاً أمام القمة المقبلة:
هل آن الأوان فعلاً لإنجاز قوة عسكرية عربية موحّدة… أم أن الظروف العربية لا تزال أبعد ما تكون عن تحقيق هذا الحلم؟
اقرأ المزيد على الرابط : https://www.elhodh.info/