وكالة الحوض للأنباء – قسم الاقتصاد والخدمات الحضرية -//-
شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط، يوم الأربعاء، إطلاق خدمات شركة “آرما للبيئة” المغربية، لتسيير مرفق النظافة في المدينة، في خطوة تعكس حجم التحدي البيئي الذي تواجهه العاصمة، لكنها تفتح في الوقت ذاته نقاشًا وطنيًا أعمق حول مدى قدرتنا كمجتمع ومؤسسات على إدارة شؤوننا الأساسية بأنفسنا.
خلال الحفل الرسمي، صرّح الرئيس المدير العام للشركة، السيد يوسف أحيزون، أن “آرما” تعتبر نفسها شريكًا في التنمية البيئية، مشيدًا بخبرتها الطويلة في تحسين جودة الحياة بعدة مدن مغربية، من خلال آليات حديثة وخطط مدروسة. وأضاف أن الشركة تدرك التحديات الكبرى التي تواجه نواكشوط، وهي تدخل بخطة طموحة وتعاون مفتوح مع السلطات والمجتمع المدني.
وقدّم مهندس الدراسات، يونس ناصر، عرضًا تقنيًا يوضح آليات التدخل التي ستعتمدها “آرما” لتحسين وضع النظافة في المدينة، مؤكدًا أن المعايير البيئية المعتمدة في التدخل تحاكي ما هو معمول به في المدن الحديثة.
لكن، ورغم أهمية تحسين خدمات النظافة في نواكشوط، فإن تسليم هذا القطاع الحيوي لشركة أجنبية، ولو كانت ذات كفاءة، يطرح سؤالًا مؤلمًا: إذا كنا غير قادرين على تنظيف شوارعنا بأنفسنا، فهل نحن مستعدون فعلًا لخوض تحديات أكبر، مثل التصنيع المحلي، أو تحقيق الاكتفاء الغذائي، أو إدارة مشاريع الطاقة الكبرى؟
في ظل الدعم الذي توفره الدولة لرواد الأعمال، والمبادرات العديدة في مجال التكوين، آن الأوان لأن تظهر شركات موريتانية تتولى بنفسها تسيير قطاع أساسي كالنظافة، وتقدم نموذجًا وطنيًا ناجحًا في الخدمات الحضرية. الاعتماد الدائم على الخارج حتى في أبسط المهام، يهدد قدرة البلاد على بناء اقتصاد مستقل ومتماسك.
إن النظافة ليست فقط مسؤولية بلدية أو شركة، بل هي مرآة حضارية تعكس مدى جاهزية المجتمع لبناء وطن حديث.
📌 اقرأ المزيد على الرابط :https://www.elhodh.info/