تشهد الساحة الفلسطينية – الإسرائيلية سلسلة من الأحداث المتلاحقة، تعكس تعقيد المشهد الإنساني والسياسي والعسكري، وسط ضغوط داخلية ودولية متزايدة.
1-مساعدات الموت” في غزة
أفادت وسائل أعلام دولية بإصابة عدد من الفلسطينيين جراء سقوط مساعدات إنسانية بالمظلات فوق خيام النازحين في منطقة بئر بمخيم أهل السنة في مواصي خان يونس.
وقد أطلق السكان على الحادثة اسم “مساعدات الموت”، لما سببته من أضرار بشرية ومادية، معربين عن قلقهم إزاء سلامة آليات إيصال المساعدات الجوية، التي تظل قليلة مقارنة بالاحتياجات المتزايدة.
وفي السياق، استؤنف إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم، ضمن آلية جديدة برعاية مصرية – إسرائيلية – أمريكية، رغم اتهامات أكثر من 100 منظمة إغاثية لإسرائيل بأنها تمنع إدخال المساعدات منذ مارس الماضي ضمن سياسة “التجويع“.
2. خطط إسرائيلية لترحيل الفلسطينيين
أعلنت إسرائيل استعدادها لـ ترحيل الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها تحت ذريعة تقليل الخسائر في المناطق الأكثر كثافة سكانية.
وذكرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة أن المساعدات ستدخل عبر معبر كرم أبو سالم بعد “فحص أمني شامل”، فيما أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن المرحلة الحالية تهدف إلى “هزيمة حركة حماس”.
لكن ذلك ترافق مع تصاعد احتجاجات عائلات الرهائن، التي دعت إلى “يوم وطني لوقف مظاهر الحياة” للتعبير عن غضبها بعد مرور 22 شهرا على الحرب، وسط مخاوف من أن العمليات العسكرية قد تعرض حياة الرهائن للخطر.
3. هجوم ديني غير مسبوق من الحاخام الأكبر على نتنياهو
في الداخل الإسرائيلي، شنّ الحاخام الأكبر لليهود السفارديم، يتسحاق يوسف، هجوما لاذعا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس حزب “شاس” أرييه درعي.
واتهم نتنياهو بأنه “ملحد” لا يؤتمن على قوانين التجنيد، منتقدا اعتقال طلاب المعاهد الدينية (الحريديم) لرفضهم الخدمة العسكرية.
وجاءت هذه التصريحات في وقت تشهد فيه إسرائيل أزمة متفاقمة بين الحكومة والأحزاب الدينية بعد أن ألغت المحكمة العليا الإعفاء التلقائي لطلاب المعاهد من الخدمة، ما دفع الحريديم إلى التهديد بإسقاط الحكومة.
4.مظاهرات غير مسبوقة في تل أبيب
شهدت مدينة تل أبيب مساء الأحد مظاهرات وُصفت بأنها الأضخم منذ اندلاع الحرب على غزة، حيث خرج نحو ربع مليون متظاهر إلى الشوارع مطالبين بوقف العمليات العسكرية والإفراج الفوري عن الرهائن المحتجزين لدى حركة “حماس”.
وأغلق المتظاهرون الطرق الرئيسية في المدينة، بما في ذلك طريق سريع مركزي، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية الزرقاء والبيضاء إلى جانب أعلام صفراء ترمز إلى التضامن مع الأسرى.
انتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه الاحتجاجات، قائلاً إن الدعوات لوقف الحرب “ستقوي موقف حماس التفاوضي”، بينما اعتبر وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش أنها “حملة سيئة وضارة تخدم مصالح العدو”.
من جهتها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال أكثر من 30 متظاهراً خلال تفريق بعض المسيرات، فيما دعا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ المجتمع الدولي إلى الضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن، مضيفاً: “أريد أن أقول للعالم: كفى نفاقًا.”
5. نداء كنسي من هولندا للاعتراف بفلسطين
على الصعيد الدولي، وجهت 73 كنيسة بروتستانتية في هولندا نداءً إلى الحكومة الهولندية، تدعوها فيه إلى الاعتراف بدولة فلسطين ووقف تصدير الأسلحة لإسرائيل، إضافة إلى الضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة.
ويأتي هذا الموقف ليعكس تصاعد الضغوط الأوروبية والدولية على إسرائيل مع تزايد الكلفة الإنسانية للحرب.
تتقاطع التطورات في غزة وإسرائيل بين أزمات إنسانية متفاقمة، وخطط عسكرية مثيرة للجدل، واحتجاجات داخلية تهز الشارع الإسرائيلي، في وقت يتنامى فيه الحراك الدولي الداعي إلى وقف الحرب والاعتراف بالحقوق الفلسطينية.
اقرأ المزيد على الرابط : https://www.elhodh.info/