شهدت السواحل السنغالية مؤخراً حادثة خطيرة تتمثل في دخول مياه البحر إلى غرفة محركات ناقلة نفط تركية تُدعى “مرسين” ترفع علم بنما، ما أثار مخاوف من احتمال تسرب نفطي قد يهدد البيئة البحرية في المنطقة. وأطلق هذا الحادث حالة استنفار في السلطات السنغالية التي سارعت بتحريك فرق بحرية متخصصة وقوات أمنية لمنع حدوث أي تسرب نفطي ومنع تفاقم الأضرار البيئية المحتملة. وتمكنت السلطات من إنقاذ جميع أفراد الطاقم بسلام، واتخذت إجراءات طارئة لمنع تسرب الوقود عن طريق تثبيت الناقلة ونقل جزء من حمولة الوقود، إضافة إلى نشر حواجز عائمة حول الناقلة كخطوة وقائية.
من الناحية الموريتانية، أعربت السلطات البحرية عن متابعة مستمرة وحثيثة لحادثة التسرب النفطي المدعاة في المياه السنغالية، مؤكدةً من جهة أخرى أن الوضع الحالي محدود وتحت السيطرة ولا يشكل تهديدًا ملموسًا للتلوث البحري. وأوضح مركز الرصد الجوي الموريتاني أن التيارات البحرية والرياح السائدة تتحرك من الشمال نحو الجنوب، مما يعني أن أي تسرب نفطي محتمل لن يصل إلى السواحل الموريتانية. كما أكدت الجهات الموريتانية جاهزية فرقها للتدخل الفوري حال حدوث أي تطورات، مع استمرار المتابعة الدقيقة وإطلاع الرأي العام على كل المستجدات، مؤكدة عدم وجود ما يدعو للقلق في الوقت الراهن.
تبدي موريتانيا والسنغال قلقهما البيئي إزاء هذه الحادثة لما قد تسببه من تهديدات مباشرة على الثروة السمكية والحياة البحرية التي تعتمد عليها مناطق شاسعة على السواحل البحرية لكل منهما. وتعمل الفرق المختصة بشكل متواصل على تأمين السواحل ومنع أي انفلات لموارد نفطية قد تؤدي إلى تلوث واسع يهدد الأمن الغذائي والإيكولوجي للمنطقة. هذا الحادث يعيد إلى الواجهة ضرورة تعزيز أنظمة المراقبة البحرية والتدخل السريع في حالات الطوارئ لحماية المناطق البحرية الحساسة في غرب إفريقيا من الكوارث البيئية.
في ضوء هذه المستجدات، يبقى المواطنون والجهات المعنية في كل من السنغال وموريتانيا على أهبة الاستعداد لمواجهة أي سيناريوهات قد تؤثر على الأوساط البيئية البحرية، مع حرص مستمر على ضمان عدم تأثر السواحل والموارد الطبيعية المشتركة في هذا الجزء الهام من غرب إفريقيا.
:اقرأ المزيد على الرابط https://www.elhodh.info/


















