غادر فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني صباح اليوم نواكشوط، متوجهًا إلى مدينة النعمة عاصمة ولاية الحوض الشرقي، حيث سيشرف على إطلاق البرنامج الاستعجالي للتنمية المحلية الذي يُعدّ من أضخم المشاريع التنموية التي تُنفّذ في المنطقة خلال العقود الأخيرة، ويهدف إلى تحسين النفاذ إلى الخدمات الأساسية ودعم البنى التحتية في مجالات التعليم، والصحة، والمياه، والطاقة، والحَوكمة المحلية.
أطلقت الحكومة الموريتانية برنامجًا استعجاليًا ضخمًا للتنمية المحلية، يهدف إلى تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع الحيوية في ولاية الحوض الشرقي، إحدى أكبر ولايات البلاد وأكثرها حاجةً للبنى التحتية والخدمات الأساسية. وتبلغ الكلفة الإجمالية لهذا البرنامج أكثر من 27 مليار أوقية قديمة، تُنفذ خلال فترة تمتد 30 شهرًا ابتداءً من نوفمبر 2025، بإشراف مباشر من خلية ولائية للتنسيق والمتابعة أُنشئت خصيصًا لهذا الغرض.
التعليم: 1156 حجرة دراسية جديدة
يشمل البرنامج في جانبه التعليمي بناء 1156 حجرة دراسية جديدة في عموم الولاية، بهدف الحد من الاكتظاظ وتحسين ظروف التمدرس في المناطق الريفية والنائية. وستسهم هذه المنشآت في رفع الطاقة الاستيعابية للمؤسسات التعليمية وضمان تعليم أفضل لأبناء الولاية.
الصحة: تعزيز البنية الصحية وتجهيزها
وفي القطاع الصحي، يخطط البرنامج لبناء 6 مراكز صحية و43 نقطة صحية جديدة، وتحويل نقطتين صحيتين إلى مراكز، إضافة إلى ترميم مركزين ونقطتين صحيتين قائمة. كما سيتم اقتناء 15 سيارة إسعاف وتوفير تجهيزات طبية حديثة لدعم قدرات الطواقم الصحية وضمان خدمات إسعافية فعالة في المناطق النائية.
الماء والصرف الصحي: توسعة النفاذ وتحسين الموارد
أما في مجال المياه والصرف الصحي، فيتضمن البرنامج حفر 133 بئرًا ارتوازية، وبناء 27 خزّانًا لتخزين المياه، وتجهيز 40 بئرًا إضافية، إلى جانب توسعة وترميم 42 شبكة مياه شرب. كما يشمل إعادة تأهيل المصادر التقليدية للمياه في عواصم المقاطعات المستفيدة من بحيرة أظهر، مع مضاعفة إنتاج البحيرة لتلبية احتياجات السكان المتزايدة.
الطاقة والبنى الأساسية: كهربة ريفية وصمود حضري
في جانب الطاقة والبنى التحتية، يركّز البرنامج على دعم الكهربة الريفية عبر ميني-شبكات هجينة شمسية، إلى جانب تمديدات إضافية على الشبكة الوطنية في ولايتي الحوض الشرقي والغربي. وتندرج هذه الجهود ضمن مشاريع موازية لتمكين البلديات من تعزيز صمودها الحضري وتحسين ظروف العيش للسكان.
الحوكمة المحلية والتماسك الاجتماعي
يشمل البرنامج أيضًا مكوّناتٍ تهدف إلى تعزيز قدرات السلطات الإدارية والجماعات الترابية في مجالات التخطيط والمتابعة والصيانة، لضمان استدامة الخدمات العمومية. كما يتضمّن محورًا خاصًا بـ التماسك الاجتماعي في المناطق التي تستضيف لاجئين، خصوصًا في محيط مخيّم مبيرا، لتشجيع الاندماج والتعاون بين المجتمعات المحلية واللاجئة.
الإطار الزمني والحوكمة
تُنفذ المشاريع على مدى 30 شهرًا ابتداءً من 5–6 نوفمبر 2025، تاريخ الإطلاق الرسمي من مدينة النعمة، عاصمة الولاية. وتشرف على تنفيذ البرنامج خلية ولائية للتنسيق والمتابعة، تعتمد على لوائح مشاريع مفصلة على مستوى كل بلدية أُعدّت بعد مشاورات ميدانية موسعة في يناير الماضي، ما يضمن أن تتماشى التدخلات مع أولويات السكان واحتياجاتهم الفعلية.
تنفيذ فعّال وجودة عالية: مفتاح النجاح
إن الاستفادة الحقيقية من هذه المشاريع الطموحة لن تتحقق إلا بقدر ما يُترجم هذا البرنامج على أرض الواقع تنفيذًا فعليًا ذا جودة عالية، يلتزم بالمواصفات الفنية والآجال المحددة، ويضمن استدامة المنشآت وتوظيفها في خدمة المواطنين. فكل مدرسة تُبنى وفق المعايير، وكل بئر تُجهّز بالمضخات الحديثة، وكل مركز صحي يُسلّم مجهزًا بطواقمه وأدواته، يشكّل لبنةً صادقة في مسار التنمية المتوازنة.


















