رغم إعلان وزارة المياه عن تشغيل وحدات إضافية في منشأة إزالة الطمي ببني نعجي، وتحقيق تحسن في الطاقة الإنتاجية لمنظومة آفطوط الساحلي بنسبة تصل إلى 75% من طاقتها القصوى، فإن هذا التطور لم ينعكس فعليًا على واقع سكان العاصمة نواكشوط الذين ما زالوا يرزحون تحت أزمة عطش خانقة لا مثيل لها. فقد شهدت المدينة خلال الأسابيع الماضية تضاربات حادة في أسعار الماء، حيث تجاوزت الأسعار في بعض الأحياء الحدود المقبولة، ما زاد من قلق المواطن الموريتاني وأضعف ثقته في شركة المياه الوطنية التي، رغم التمويلات الضخمة والمشاريع الكبرى، لم تُثبت بعد قدرتها على الوفاء بتعهداتها.
ويعيد هذا الوضع إلى الواجهة الشكوك القديمة التي أُثيرت عند تسليم تسيير مشروع آفطوط الساحلي للشركة الوطنية، حين حذرت بعض الأوساط المختصة من أن الشركة تفتقر للكفاءة الفنية والقدرة المؤسسية اللازمة لتشغيل هذا المشروع الاستراتيجي بالشكل المطلوب. اليوم، يرى كثيرون في تكرار الأزمات وتدهور الخدمة دليلاً إضافيًا على فشل مزمن في التسيير والتخطيط والاستعداد للمواسم الحرجة، حيث كان من الممكن تفادي الأزمات لو قامت الشركة بتطبيق إجراءات وقائية ضرورية، وفي مقدمتها الصيانة الدورية لمحطات الضخ، وتحديث أنظمة التصفية، وتوفير مخزون استراتيجي للطوارئ، والاستعداد لمواجهة ارتفاع نسب الطمي في موسم الأمطار.
📌 اقرأ المزيد على الرابط : https://www.elhodh.info/
