وكالة الحوض للأنباء
الافتتاحية | 18 يونيو 2025
في واحدة من أكبر مفاجآت التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، كشف تقرير استخباراتي مشترك، نشرته صحيفة واشنطن بوست، أن قدرة إسرائيل على التصدي لصواريخ إيران لا تتجاوز 12 يوماً فقط، في حال غياب الدعم العسكري الأمريكي المباشر.
هذا التقييم الصادم دفع تل أبيب إلى التسريع بطلب التدخل الأمريكي منذ اليوم الثاني للحرب، بعد أن بدأت قدراتها الدفاعية تتآكل بوتيرة غير متوقعة أمام موجات الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية.
تصعيد غير مسبوق… وردّ لا مساومة فيه
ورغم التهديدات المتكررة الصادرة عن الإدارة الأمريكية والتي تحدثت عن “تدخل شامل لتدمير البنية العسكرية الإيرانية في حال استمرار الهجمات على إسرائيل”، جاءت لهجة طهران حاسمة.
المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، صرّح مساء الاثنين قائلاً:
“إيران ستردّ بقوة على الكيان الصهيوني، ولن تساومه أبداً مهما كانت التهديدات. من بدأ العدوان سيتحمل تبعاته.”
هذا التصريح أزال أي غموض بشأن نية طهران في مواصلة الرد العسكري، وأغلق الباب أمام المبادرات الدبلوماسية المؤقتة التي كانت تتحدث عنها بعض الأطراف الأوروبية والخليجية.
كلفة عسكرية واقتصادية تفوق التوقعات
وفق تقديرات مسؤولين عسكريين إسرائيليين، أبرزهم اللواء (احتياط) ريم أميناخ، تبلغ الكلفة اليومية للحرب ما يزيد عن 725 مليون دولار من النفقات العسكرية المباشرة. وتشمل هذه التكاليف عمليات سلاح الجو، الدفاع الجوي، وتعبئة قوات الاحتياط.
وحتى نهاية الأسبوع الأول، تخطّت الكلفة العسكرية الإجمالية حاجز 4.9 مليار دولار، بينما ارتفعت الكلفة غير العسكرية بشكل مقلق:
• 150–250 مليون دولار خسائر في قطاع الطيران، بسبب تعليق الرحلات الجوية وإغلاق مطار بن غوريون لساعات.
• 200–300 مليون دولار خسائر بسبب تباطؤ الشحن وتوقف الموانئ تحت التهديد الإيراني.
• 300–500 مليون دولار خسائر في الممتلكات والبنى التحتية المدنية بفعل القصف الصاروخي.
• أكثر من مليار دولار خسائر في القطاع الخاص نتيجة توقف الأعمال والمحال التجارية.
الإجمالي التقديري للخسائر غير العسكرية خلال الأسبوع الأول تجاوز 2.5 مليار دولار.
الداخل الإسرائيلي يهتز
تسببت الحرب في تململ داخلي واسع، وسط تكرار صافرات الإنذار، نزوح مؤقت لعشرات الآلاف، وظهور احتجاجات في تل أبيب وبئر السبع تطالب بإعادة تقييم الموقف. ويخشى المراقبون من تآكل الجبهة الداخلية في حال استمرار الحرب دون إنجاز ملموس.
العالم يهتز: أسعار النفط والأمن الإقليمي
الحرب بين طهران وتل أبيب انعكست بقوة على الأسواق العالمية:
• أسعار النفط قفزت إلى أكثر من 110 دولارات للبرميل، وسط مخاوف من إغلاق مضيق هرمز.
• التهديد بإغلاق المضيق قد يوقف 20% من إمدادات النفط العالمية، مسببًا أزمة اقتصادية عالمية.
• الذهب في ارتفاع حاد، والعديد من البورصات الدولية تسجل تراجعًا لافتًا.
• شركات تأمين الشحن بدأت في رفع أقساط التأمين أو تعليق الشحنات للمنطقة.
وجدت إسرائيل نفسها، بعد يومين فقط من اندلاع الحرب، أمام واقع جديد: تكاليف يومية مرهقة، تصدّع داخلي، ضغط اقتصادي، وانهيار في البيئة الإقليمية.
ورغم تهديدات أمريكا العلنية بـ”دعم إسرائيل بلا حدود”، فإن إيران تقف على موقفها: لا مساومة، ولا تراجع، والردّ مستمر.
لم يكن أمام تل أبيب، إذن، سوى التسريع بطلب دعم أمريكي مباشر في محاولة لتجنّب السقوط في استنزاف استراتيجي لا تستطيع تحمّله بمفردها.
المصادر:
• Washington Post – تقرير 17 يونيو 2025
• Haaretz – تقارير 16 و17 يونيو 2025
• i24News – تصريحات ريم أميناخ
• Bloomberg – ملف النفط والذهب
• Reuters – تقارير الشحن والموانئ
• قناة France24 – الشأن الإسرائيلي الداخلي
• وكالة فارس الإيرانية – تصريح المرشد الأعلى، 17 يونيو 2025
🖋 قسم التحرير – وكالة الحوض للأنباء
📌 اقرأ المزيد على الرابط :https://www.elhodh.info/