تسعى فرنسا إلى دفع مسار الاعتراف بدولة فلسطينية في إطار مؤتمر دولي مرتقب، لكنها وضعت مجموعة من الشروط الصعبة والمعقدة، التي تخدم إلى حدّ كبير المطالب الإسرائيلية.
ورغم ذلك، عبّرت إسرائيل عن رفضها لهذه الشروط وللطرح الفرنسي عموماً.
فيما يلي أهم هذه الشروط كما صاغتها باريس:
أولا: أهم الشروط
1️⃣ ضمانات أمنيّة وسياسيّة من السلطة الفلسطينية
- أن ترفض السلطة الفلسطينية بشكل صريح تحريض وممارسات حماس.
- أن تلتزم بإبعاد حماس عن أي دور حكومي أو تنفيذي في قطاع غزة.
- إصدار التزامات رسمية بعدم سيطرة حماس، وأن يجري إخلاء السلاح لصالح شرطة السلطة الفلسطينية المعترف بها دولياً.
2️⃣ تحرير الرهائن التي تحتجزها حماس
- أن تصدر السلطة الفلسطينية إشعاراً رسمياً يضمن إطلاق جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس.
3️⃣ ضمانات عربية متبادلة
- أن يُرافق اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية اعترافات رسمية من دول إسلامية أخرى (مثل إندونيسيا، باكستان والسعودية) بدولة إسرائيل، تحقيقاً لـ “تكافؤ دبلوماسي“.
4️⃣ الالتزام بمعايير الرباعية الدولية
- تلتزم السلطة الفلسطينية ضمنياً بتحقيق شروط الرباعية الدولية للسلام، وهي:
- الاعتراف بدولة إسرائيل.
- نبذ العنف بشكل كامل.
- احترام الاتفاقات الموقعة سابقاً.
- تحييد حماس سياسياً وعسكرياً.
(هناك ضغط دولي على السعودية لكي تُقدِم هي الأخرى على الاعتراف بإسرائيل ضمن تسوية شاملة — وهو بند ضمنياً تطرحه باريس كجزء من “الصفقة” السياسية الأوسع.
ثانياً: بقية الشروط
5️⃣ إصلاح السلطة الفلسطينية
- تنفيذ إصلاحات جوهرية داخل السلطة، تشمل الإدارة العامة، ومؤسسات الحكم.
- تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية شفافة.
- إعادة تفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني.
6️⃣ ضمانات إضافية متعلقة بأمن إسرائيل
- الاعتراف الواضح بحق إسرائيل في الأمن.
- الالتزام بمبدأ “حل الدولتين” على حدود 1967 مع وضع القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية — بشرط ترتيبات أمنية خاصة حول القدس.
7️⃣ تنفيذ الاعتراف ضمن مؤتمر دولي متوازن
- لا تعترف فرنسا بشكل منفرد، بل ضمن مؤتمر دولي موسع تشارك فيه السعودية، ودول عربية وغربية أخرى.
تعليق: شروط تعجيزية موجهة لصالح إسرائيل… وإسرائيل ترفضها!
رغم أن هذه الشروط تخدم بدرجة كبيرة المطالب الإسرائيلية — خصوصاً:
- تحييد حماس بالكامل،
- ضمان أمن إسرائيل،
- فرض شروط قاسية على السلطة الفلسطينية،
- دفع دول إسلامية للاعتراف بإسرائيل —
إلا أن الموقف الإسرائيلي جاء رافضاً لهذه المبادرة الفرنسية.
🔹 مصادر دبلوماسية كشفت أن إسرائيل ترفض مبدأ الربط بين الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية وبين التطبيع مع إسرائيل، وتعتبر أن أي مسار يؤدي إلى إعلان دولة فلسطينية، حتى ضمن شروط فرنسية صارمة، هو تهديد سياسي واستراتيجي على مستقبل الدولة العبرية.
🔹 الحكومة الإسرائيلية، خصوصاً تحت قيادة اليمين المتطرف، أعلنت أن أي “حل” يجب أن لا يشمل الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة، وتصر على “ترتيبات أمنية على الأرض” وليس على مسارات سياسية ودبلوماسية.
بالتالي، رغم أن شروط باريس تُعدّ في حقيقتها ثقيلة ومتحيّزة لمصلحة إسرائيل، فإن اليمين الإسرائيلي يرفضها لأنها تتضمن من حيث المبدأ فكرة الاعتراف بدولة فلسطينية — وهو ما تعتبره حكومة نتنياهو ووزراؤه “خطاً أحمر”.
📌 اقرأ المزيد على الرابط :https://www.elhodh.info/