قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي

رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري
في تطوّر هو الأخطر منذ سنوات في ملف الصراع الإيراني الإسرائيلي، شنّت القوات الإسرائيلية، فجر اليوم الجمعة 13يونيو 2025، هجوماً عسكرياً واسعاً داخل العمق الإيراني استهدف مواقع نووية وعسكرية حساسة، وأدى إلى مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين.
طبيعة الضربة وأهدافها
أطلقت إسرائيل على العملية اسم “الأسد الضاري”، ونفّذت غارات مكثّفة بالطائرات الحربية والطائرات المسيّرة على منشآت نووية في نطنز وخونداب، ومراكز بحوث عسكرية في طهران وأصفهان، بالإضافة إلى مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني.
وقد أسفرت الضربات عن مقتل عدد من كبار الشخصيات، أبرزهم:
- قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي.
- رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري.
- عدد من كبار ضباط الحرس الثوري.
- مجموعة من العلماء النوويين البارزين، منهم فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي.
الرد الإيراني الفوري
لم تتأخّر إيران في الرد. ففي الساعات الأولى بعد الهجوم، أطلقت أكثر من ١٠٠ طائرة مسيّرة باتّجاه أهداف في الداخل الإسرائيلي. ورغم إعلان منظومات الدفاع الإسرائيلية اعتراض معظم الطائرات المسيّرة، إلا أن حالة من الاستنفار القصوى سادت في كافة أنحاء إسرائيل، بما في ذلك إغلاق مطار بن غوريون وتعليق الرحلات الجوية.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
أغلقت كل من إيران والعراق والأردن أجواءها أمام الملاحة الجوية تحسّباً لمزيد من التصعيد. وأعلنت سلطنة عُمان والسعودية قلقهما العميق من تصاعد الموقف، في حين أكّدت الأمم المتحدة أن هذا التصعيد قد يُقوّض الجهود الدولية الجارية في مسقط لإحياء الاتفاق النووي.
أما الولايات المتحدة فقد نفت أي مشاركة مباشرة في الهجوم، مع التأكيد على التزامها بحماية قواتها ومصالحها في المنطقة، ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس.
التداعيات الاقتصادية
تسبّب التصعيد في اضطرابات شديدة في الأسواق العالمية. فقد هبطت أسعار النفط بنسبة فاقت ٨٪، في حين ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ مع تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة.
سياق استراتيجي
تأتي هذه العملية في لحظة دقيقة، إذ كانت إيران قد أحرزت تقدّماً ملحوظاً في برنامجها النووي وفق تقارير متعددة. وتخشى إسرائيل من أن وصول إيران إلى مستوى “الاختراق النووي” سيقلب موازين القوى في المنطقة بشكل دائم.
لكن في المقابل، تشير تحليلات عديدة إلى أن هذه الضربة قد تُفضي إلى نتائج عكسية:
- أولاً، قد تعزّز الموقف المتشدّد داخل القيادة الإيرانية وتُضعف الأصوات المعتدلة الساعية للحل السياسي.
- ثانياً، قد تؤدي إلى إطلاق سباق تصعيد مفتوح في المنطقة بين إسرائيل وإيران ووكلائهما في مختلف الجبهات.
- ثالثاً، قد تُطيح بالمسار الدبلوماسي الهش الذي تقوده سلطنة عُمان حالياً.
الهجوم الإسرائيلي على العمق الإيراني فجر اليوم يشكّل منعطفاً خطيراً في مسار الصراع الإقليمي. وفي الوقت الذي يبدو فيه أن إسرائيل سعت إلى كبح القدرات النووية الإيرانية بضربة استباقية، فإن الرد الإيراني السريع يكشف عن معادلة جديدة أكثر تصعيداً وأقل قابلية للاحتواء.
يبقى السؤال مفتوحاً: هل سيدخل الطرفان في دوّامة تصعيد متبادل مفتوحة؟ أم ستنجح الضغوط الدولية، خاصة من واشنطن وعواصم الخليج، في فرض تهدئة مؤقتة تتيح العودة إلى طاولة المفاوضات؟
الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة ليس فقط لإيران وإسرائيل، بل لمستقبل الاستقرار في الشرق الأوسط برمّته.
📌 اقرأ المزيد على الرابط :https://www.elhodh.info/