بقلم: المهندس الحاج سيدي إبراهيم سيدي يحيى
قسم التحرير – وكالة الحوض للأنباء
نواكشوط – موريتانيا
دخلت العلاقات بين الجزائر والإمارات العربية المتحدة نفقًا من التوتر العلني، بعد أشهر من التصعيد غير المعلن. وبدا أن الخلاف بين البلدين تجاوز مجرد تباين في وجهات النظر ليأخذ أبعادًا سياسية وإعلامية حادة، دفعت محللين للحديث عن “أزمة صامتة باتت تصرخ”
من الخلاف السياسي إلى المواجهة الإعلامية
في مطلع مايو 2025، هاجم التلفزيون الرسمي الجزائري في أحد تقاريره الإمارات، واصفًا إياها بـ”الدويلة المصطنعة التي تلعب دور الشرطي الإقليمي بمال مستورد”، ما اعتبره مراقبون تحولًا رسميًا من التحفظ إلى المواجهة المباشرة.
وجاء الرد من الإعلام الإماراتي سريعًا، إذ نشرت قنوات وصحف مقربة من السلطة تحليلات تتهم الجزائر بـ”تصدير أزمتها الداخلية وتبرير إخفاقها الاقتصادي عبر العداء المفتعل مع دول الخليج”.
سبب الخلاف:
- قضية الصحراء الغربية: الجزائر تعتبر الإمارات منحازة للمغرب، خصوصًا بعد فتح قنصلية إماراتية في العيون.
موريتانيا… وسيط صادق في لحظة مناسبة
في ظل هذا التصعيد، تبرز موريتانيا كدولة مؤهلة للقيام بدور الوساطة الأخوية بين الجزائر والإمارات، نظرًا إلى:
- علاقاتها الجيدة مع الطرفين.
- مكانتها المتزنة في الساحة العربية.
- احترامها لسيادة الدول ونهجها غير التصادمي في السياسة الخارجية.
الشعب الموريتاني يكن محبة واحترامًا كبيرين لكل من الشعب الجزائري والشعب الإماراتي، ويتابع هذا التوتر بحزن وأمل في أن يُحل سريعًا عبر الحوار.
وهنا، من واجب موريتانيا – رسميًا وشعبيًا – أن تسهم بكل جهد صادق في تهدئة هذا الخلاف بين شقيقتين عربيتين تربطنا بهما وشائج الدين والتاريخ والمصير.
الخلفيات والانعكاسات
الخلفية التاريخية:
العلاقات بين البلدين لم تكن دافئة تاريخيًا، وتقاطعت مواقفهما في عدة ملفات، أبرزها ليبيا، السودان، واليمن.
الانعكاسات المباشرة:
- إعلاميًا: تبادل اتهامات علني غير مسبوق.
- اقتصاديًا: تجميد مشاريع إماراتية في الجزائر.
- دبلوماسيًا: فتور في التمثيل، مع حديث عن استدعاء سفراء.
فرصة للحوار… أم خطر الانقسام؟
بين التصعيد القائم والأفق المغلق، تبرز الحاجة إلى وسيط متوازن وصادق، وموريتانيا مؤهلة بامتياز للعب هذا الدور في لحظة إقليمية حساسة.
فهل نرى نواكشوط تستضيف قريبًا لقاءً للمّ الشمل، أم يُترك الخلاف يتغذى على صمت الإخوة؟
الكرة اليوم في ملعب العقلاء.
📌 اقرأ المزيد على الرابط :https://www.elhodh.info/