حين تتصدع جبهة الداعمين… تحولات ميدانية ودبلوماسية تعيد القضية الفلسطينية إلى واجهة المشهد الدولي - وكالة الحوض للأنباء
  • الرئيسية
  • آخر الأخبار
  • حين تتصدع جبهة الداعمين… تحولات ميدانية ودبلوماسية تعيد القضية الفلسطينية إلى واجهة المشهد الدولي

حين تتصدع جبهة الداعمين… تحولات ميدانية ودبلوماسية تعيد القضية الفلسطينية إلى واجهة المشهد الدولي

افتتاحية وكالة الحوض للأنباء: في الوقت الذي تتساقط فيه القنابل فوق رؤوس المدنيين في غزة، يبدو أن الجبهة الدولية التي لطالما وفّرت غطاءً سياسياً وعسكرياً لإسرائيل بدأت تشهد تصدعات ...
Image

افتتاحية وكالة الحوض للأنباء:

في الوقت الذي تتساقط فيه القنابل فوق رؤوس المدنيين في غزة، يبدو أن الجبهة الدولية التي لطالما وفّرت غطاءً سياسياً وعسكرياً لإسرائيل بدأت تشهد تصدعات غير مسبوقة.

من عمال الموانئ الفرنسيين الذين أوقفوا شحنات السلاح، إلى البرلمانات الأوروبية التي تهدد بالاعتراف بدولة فلسطينية ومراجعة تحالفاتها، إلى وزراء في حكومة نتنياهو يطالبون بوقف الحرب… مشهد جديد آخذ في التشكّل.

حتى داخل الإدارة الأميركية، لم تعد التصريحات منسجمة: السفير الأميركي لدى تل أبيب يتحدث عن نهاية هدف “حل الدولتين”، بينما الخارجية تتبرأ منه؛ وزير الخارجية الأميركي يدين العقوبات المفروضة على وزراء إسرائيل المتطرفين، فيما الشارع الغربي يغلي رفضاً لاستمرار الحرب.

نحن أمام لحظة فارقة: القضية الفلسطينية تعود بقوة إلى صدارة النقاش العالمي، ليس بفعل مؤتمرات القمم، بل بفعل نضال الشعوب، وصمود الفلسطينيين، وتصاعد الوعي العالمي بأن ما يحدث في غزة لم يعد يمكن تبريره ولا تجاهله.

قد لا تملك هذه اللحظة وحدها القدرة على وقف آلة الحرب، لكن من المؤكد أنها تفتح كوة في جدار الصمت والتواطؤ الذي أحاط بهذه المأساة طويلاً.

والسؤال الآن: هل يملك العالم الشجاعة لترجمة هذا التحول الرمزي إلى فعل سياسي حقيقي؟

ضغوط متزايدة على إسرائيل واهتزاز في التحالفات الغربية

تشهد الساحة الدولية تطورات متسارعة تعكس تصاعد الضغوط السياسية والشعبية على إسرائيل وحلفائها، وسط استمرار الحرب على قطاع غزة، ومع تعثر الجهود للوصول إلى وقف إطلاق النار شامل.
فيما يلي أبرز المؤشرات التي رسمت مشهداً دولياً أكثر تعقيداً في الأيام الأخيرة:

واشنطن: تراجع الالتزام بحل الدولتين

في تحول لافت في الخطاب الرسمي الأمريكي، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن تصريحات السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، حول عدم أولوية واشنطن لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، تعبر عن “موقف شخصي”.
وكان هاكابي قد صرح لوكالة “بلومبرغ” بأن “إقامة دولة فلسطينية لم تعد هدفاً للسياسة الخارجية الأمريكية”، مضيفاً أن “إنشاء مثل هذه الدولة – في حال حدوثه – قد لا يكون في الضفة الغربية”.
هذا التصريح أثار موجة من الجدل حول مدى التزام الإدارة الأمريكية بحل الدولتين، في ظل استمرار التصعيد العسكري في غزة
.

الخارجية الأمريكية تنتقد العقوبات الأوروبية ضد وزراء إسرائيليين

في سياق موازٍ، أعرب وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، عن استنكاره للعقوبات التي فرضتها حكومات بريطانيا، كندا، النرويج، نيوزيلندا وأستراليا، على وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش، بتهمة التحريض على العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
روبيو شدد على أن “هذه العقوبات لا تخدم جهود واشنطن للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن”، داعياً إلى إلغائها.
كما اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن الخطوة “غير مفيدة”، داعية إلى التركيز على “الجهة المسؤولة عن استمرار النزاع، وهي حماس”، حسب تعبيرها.

وزراء إسرائيليون يطالبون نتنياهو بوقف الحرب

في تطور داخلي لافت، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تصاعد الضغوط داخل حكومة بنيامين نتنياهو، حيث طالب عدد من الوزراء بوقف العمليات العسكرية في غزة.
الوزراء، الذين لم تُكشف أسماؤهم جميعاً، عبّروا عن قلقهم من الكلفة الإنسانية والسياسية المتزايدة للحرب، ومن انعكاساتها على الوضع الداخلي الإسرائيلي وعلى صورة إسرائيل في العالم.
هذا التململ داخل الحكومة يعكس هشاشة التحالف الحاكم في تل أبيب في مواجهة الضغوط المتصاعدة داخلياً وخارجياً.

عمال موانئ مرسيليا يعرقلون شحنات السلاح

في موقف تضامني لافت، أعلن عمال الشحن في ميناء مرسيليا الفرنسي عن تعطيلهم لشحنات الأسلحة الموجهة إلى إسرائيل.
هؤلاء العمال أكدوا رفضهم “المشاركة بأي شكل من الأشكال في تأجيج الحرب أو دعم العدوان على الشعب الفلسطيني”، في خطوة لاقت إشادة واسعة في الأوساط المناهضة للحرب عبر أوروبا.

برلمانات وحكومات أوروبية تدعو لوقف إطلاق النار والاعتراف بدولة فلسطينية

في تحرك غير مسبوق، دعت عدة برلمانات وحكومات أوروبية، من بينها فرنسا، بريطانيا، وكندا، إلى وقف فوري لإطلاق النار، والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، ملوّحة باتخاذ “خيارات أخرى” في حال استمرار الحرب.
هذا التحول في الخطاب الغربي الرسمي يعكس تصاعد الغضب الشعبي والضغوط الداخلية على الحكومات الغربية الداعمة لإسرائيل
.

اتساع رقعة المظاهرات المؤيدة لفلسطين في الغرب

في مشهد غير مسبوق منذ عقود، تشهد كبريات العواصم والمدن الغربية موجات متتالية من المظاهرات الضخمة المطالبة بوقف الحرب على غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.
المتظاهرون في باريس، لندن، برلين، نيويورك ومدن أخرى، يرفعون شعارات تدين صمت حكوماتهم، وتدعو إلى إنهاء الحصار المفروض على غزة، في مشهد يعكس اتساع الهوة بين المواقف الرسمية والإرادة الشعبية في الغرب تجاه القضية الفلسطينية.

تشير مجمل هذه التطورات إلى أن الموقف الدولي تجاه الحرب على غزة دخل مرحلة جديدة من التعقيد:

  • تراجع أمريكي عن التزامات سابقة،
  • انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية،
  • تصاعد الضغوط الشعبية والرسمية في الغرب،
  • محاولات متزايدة لعزل حكومة نتنياهو المتشددة.

يبقى السؤال مفتوحاً: هل تنجح هذه التحولات المتعددة في كسر الجمود السياسي والدفع نحو حل سياسي عادل؟ أم أن ديناميات النظام الدولي ستعيد إنتاج معادلات الصراع على حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة؟

الأسابيع القادمة ستكون حاسمة للإجابة عن هذا السؤال.

📌 اقرأ المزيد على الرابط :https://www.elhodh.info/


شائع

اترك تعليقك